حظي التقرير الطوعي الوطني الثالث لأهداف التنمية المستدامة الذي قدّمه السودان مؤخراً في الاجتماع السياسي الرفيع المستوى بنيويورك، بإشادة واسعة من المجتمع الدولي، وذلك لما تميز به من جودة في الإعداد والإخراج، ولما عكسه من التزام السودان بمسار التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال ورشة نظمتها وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية في بورتسودان، حيث أوضح الأستاذ محمد بشار، وكيل التخطيط بالوزارة، أن التقرير يُعدّ مرجعاً أساسياً يبرز أولويات السودان في مجالات الصحة، التعليم، الأمن الغذائي، المياه، والكهرباء، إلى جانب كونه الأول من نوعه على مستوى الولايات من خلال تجربة ولاية البحر الأحمر.

كما أكد د. أمين صالح يس، خبير التنمية المستدامة، أن التقرير استند إلى إشراك جميع أصحاب المصلحة، ورسم مساراً ثلاثياً للتنمية يقوم على التعافي، إعادة البناء، ثم استدامة النمو.
بدورها، أوضحت الأستاذة انتصار إبراهيم، مدير وحدة التنمية المستدامة بالوزارة، أن التقرير جاء متوافقاً مع الأهداف الخمسة التي حدّدتها الأمم المتحدة لهذا العام، وعلى رأسها الصحة الجيدة والرفاه، المساواة بين الجنسين، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، الحياة تحت الماء، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وفي هذا السياق، أبرزت الورشة أهمية قطاع التعدين كأحد أعمدة الاقتصاد السوداني، لما يمثله من مورد استراتيجي أساسي في زيادة الصادرات، جذب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل واسعة للشباب. وتمت الإشارة إلى أن التعدين، إلى جانب الزراعة، يشكّل محوراً رئيسياً في خطط الحكومة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز الإيرادات العامة.
واختتمت الورشة بالتوصية على تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على المستويين الاتحادي والولائي، مع التركيز على استثمار إمكانيات التعدين بشكل مسؤول يدعم مسار التنمية الشاملة في السودان.