شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مساء اليوم، لتواصل مسارها الصعودي المستمر منذ بداية الأسبوع، مدعومة بالتوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر، إلى جانب تصاعد الطلب العالمي على الملاذات الآمنة وسط استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية والتوترات الاقتصادية العالمية.

ووفقًا لبيانات الأسواق العالمية، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 3887 دولارًا للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجّل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته منذ عدة أشهر عند 3896.49 دولارًا. كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر المقبل بنسبة 0.4% لتصل إلى 3911.80 دولارًا للأوقية.

وفي تحديث جديد للأسعار مع نهاية الجلسة المسائية، واصل الذهب ارتفاعه ليكسر حاجز 3900 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، مسجلًا 3905.70 دولارًا للأوقية، ما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في المعدن الأصفر كأحد أهم أدوات التحوط ضد تقلبات الأسواق.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى تراجع العائد على السندات الأمريكية، وتزايد التوقعات بأن يتجه البنك الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر مرونة لدعم النمو الاقتصادي، وهو ما يدفع المستثمرين إلى تحويل جزء من استثماراتهم نحو الذهب الذي يُعتبر أكثر استقرارًا في أوقات الأزمات.

ويرى محللون اقتصاديون أن استمرار صعود الذهب قد ينعكس إيجابًا على اقتصادات الدول المنتجة، خصوصًا تلك التي تعتمد على صادرات المعادن النفيسة كمصدر رئيسي للعملات الصعبة، مثل السودان وجنوب إفريقيا وكندا وأستراليا. كما يمكن أن يسهم هذا الارتفاع في تحفيز نشاط التعدين والاستكشاف في العديد من الأسواق الناشئة.